Wednesday, February 23, 2005

باطل الأيام

على باطل الأيام لحنك بيتغنى
وعليك سنين أحكام تقضيها في الجنة
سيرة جناب حضرتك في الغلب تحكيها
شامم ريحان حزنها مزكوم في أغانيها
عدى عليك فرحها عودته يبكيها
وحتى يوم دخلتك ماعملتلوش حنة

من وحي الشيزوفرينيا الشخصية

2 x 3 = 6
أنا كنت اتنين تلاته
قعدتهم في الخلاء
زهقوا من غلب عيشهم
والشكوى من الغلاء

قالوا نطلع مرة رحلة
فكك من عيشة وحلة
دي مسيرها تروق وتحلى
ونقول الرزق جاء

الأول قام يغني
الواد أبو قصه بني
وده شاعر مش مغني
محمود أبو العلاء

والتاني بنص بعمة
نصاب ولا عنده ذمة
بيطنش في المهمة
وبيشتم في الغباء

والتالت قال أغاني
في العشق وفي الغواني
وعشان يرجع زماني
هارجع وأقول يا واء

يبقى الرابع صغير
وبحبه يا ناس كتير
هو في قلبي الضمير
والداء من غير دواء

والخامس باشمهندس
عايق لكن مفلس
يتنطط ع المدمس
ويغمس بالهواء

طلع السادس مصلي
في أدانه يقوم يعلي
يشكر ربه تملي
وبيحمد في البلاء

دول ستة وقطعوني
في مشانق علقوني
وبكيفهم وزعوني
في الأرض وفي السماء

لكن وقت المحبة
لموني حبه حبه
ورموني لبنت شابة
كان بيها الإكتفاء

Tuesday, February 22, 2005

عند المكتبة

كنت قد عبرت باب الكلية بقليل عندما رأيتها، أحسست وقتها أن إنفعالي الداخلي تسبب في إزدياد خطواتي سرعة وجدية محاولا الظهور بمظهر الواثق وإن كنت قد أحسست بظهور ذلك الإنفعال على قسمات وجهي، تعمدت أن أجعلها تراني عند عبوري ذلك الممر الواقع أسفل مكتب العميد والمطل على ساحة الكلية الأمامية، فكرت فيما لو أمها لم تنتبه لرؤياي ولكني تخطيت ذلك الهاجس عندما جائني صوتها المتشبع عذوبة:
- حمدا لله على السلامة يا باشمهندس
إبتسمت إبتسامة غير مفتعلة عند سماعي جملتها ذات الطابع المرح وتحولت بوجهي إليها فبل أن أستدير بجسدي متجها إلى مكان وقوفها.
لم أكن قد رأيتها منذ تخرجي في العام قبل الماضي، حتى أني لم أرها عندما أتيت منذ عدة شهور لمفابلة بعض أساتذتي السابقين بسبب أعمال إعتزمت القيام بها معهم، كانت الإبتسامة المرسومة على وجهها عندما صافحتها أشبه بضوء لمكان ما في الذاكرة كان قد بدأ نوره في الأفول.
- عاملة إيه
- أنا زي الفل، تقدر تقول كده مش ناقصني غير رؤيتك
- أديني مش حارمك من حاجة، انتي فاضية وللا وراكي محاضرة؟
- ولو ورايا، هو أنا هاشوفك كل يوم، ماتيجي نقعد عند المكتبة
يا الله، هل ما تزال تذكر وقع تلك الجلسة في نفوسنا أم أن إنفعالي لرؤيتها قد حمّل إقتراحها ما لم تقصده.
لم أرفع عيني عن وجهها أثناء سيرنا ف أروقة الكلية، هاهو حديثنا لم يفقد مرحه المعتاد بعد، إكتشفت أن إحساسي بالغيرة من شعورها الدائم بالسعادة لم يفارقني بعد، بل وربما أضيف إليه إحساسا آخر بالندم عم إبتعادي عنها خلال الفترة المتضية وقصر علاقتي بها على الرسائل التليفونية في المناسبات، لا تزال تحتفظ ذلك الحد الأدنى من الزينة التي تناسب ملامح وجهها البريء، أري رمزا آخر يشير لعدم تأثير الوقت في بساطتها المطلقة.
مر من الوقت ما يقرب من الساعتين كانتا بمثابة إسترجاع للحظات كنت قد إفتقدتها منذ إبتعادي عن جلستنا تلك، لم يقطع حديثنا إلا مرور صديقي الذي كنت قد نسيت -أو قل تناسيت- ميعادي معه.
-إيه يابني، انت قاعد هنا وسايبني مستنيك في الكافيتيريا
- حاضر، ثواني وجاي لك
قمت بوداعها على وعد مني بالحضور لمقابلتها في "ميعاد مخصوص" على حد تعبيرها.سرت مع صديقي ناظرا إلى نقطة ما في السماء محتفظا بهدوئي على غير عادتي إلى أن قاطعني صوته:
-إيه، لسه عقلك بيزقزق
نظرت إليه رافعا حاجبي في إستنكار:
-وله، أقعد ساكت ياله
ها هي نفس الأبيات تعود إلى أذني مرة أخرى
لو قلبي عاد ضميه
إديه حنان وداديه

Sunday, February 20, 2005

قلب الوطن بيبوح، بيقول لي لأ، تقدر

حوادث حصلت لي على مدار الشهر اللي فات تقريبا، بس أظن اني حاسس دلوقتي انها حصلت لي في يوم واحد بعد ما فجّرت صراعات جوايا كانت شاغلة بالي لدرجة لما فقت مرة واحدة حسيت اني صحيت من نومة أهل الكهف، وعشان كده هاسردها كأنها حصلت في يوم واحد
صحيت من النوم على صوت المنبه الساعة ستة ونص الصبح، ماخدتش وقتي طبعا عشان نمت متأخر بسبب محاولة فاشلة للترفيه عن نفسي على القهوة بالليل، طفيت المنبه وقلت لنفسي، مش قادر أقوم
جرس الباب ما ادانيش فرصة أرجع للنومالولية بتاعة اللبن جايبة الكيسين الحلوين اللي بتجيبهم يوم ويوم، خدت اللبن منها واديتها حسابها، الولية دي بتيجي من القليوبية كل يوم في البرد ده وتوصل هنا الساعة 6 الصبح؟ إزاي بتقدر؟
لبست ونزلت واتمشيت لمحطة المترو، دخلت وسط الزحمة الرهيبة وبعد محطتين تلاتة حسيت اني مش قادر أتنفس وخلاص هاتخنق، مش قادر
لمحت جنبي راجل باين عليه معدي الستين وعمّال ينهج من قلة النفس، شايل في ايده شوال نايلون فيه عدة ومسطرين باين منه، تقريبا الراجل نقّاش أو بنّا، في السن ده؟ إزاي بيقدر؟
بعد معاناة مع ركوب الميكروباص بعد المترو وصلت الشغل وأنا بالعن وأسب، مع ان مرتبي كويس بس إزاي هاقدر أتجوز وافتح بيت في وسط الأسعار والغلا والحالة الخرا دي، أكيد مش هاقدر
شوية ودخل عم صلاح وعلى وشه ابتسامته بتاعة الصبح وفي ايده فنجان القهوة، مرتبة أقل من نص مرتبي، بينحت ويموت نفسه ليل ونهار عشان يقدر يعلم ولاده كويس، إزاي بيقدر؟
طب وبعدين، البلد حالها منيّل، إزاي الواحد هايقدر يبقى صاحب شغل ويحقق أحلامه في وسط جو فاسد زي اللي في بلدنا المحروسة، مين ده اللي يقدر
قطع المهراجا "صاحب الشغل" حبل أفكاري وهو بيسألني عن أحوال الشغل، من 30 سنة كان زي حالاتي، مهندس وبس، ودلوقتي عنده مكتب من أكبر المكاتب الإستشارية ومواصل نجاحه في نفس الجو، إزاي بيقدر؟
مش قادر أتحمل روتين مشوار الشغل، هاروح النهارده بالأتوبيس بدل المترو ومش مهم ربع ساعة زيادة، برضه الشوارع زحمة، اللهم طولك يا روح، زحمة جوه وبره ودخان وخنقة وفسا، مش قادر
التفاتة لكلام داير بين الكمساري وواحد من الركاب اللي بيسلوا نفسهم، عم الكمساري بيقول انه بقى له 18 سنة قاعد على الكرسي ده في نفس الخط ده، اللي غايظني انه بيقولها بابتسامة، إزاي بيقدر؟

Friday, February 18, 2005

ميرامار

نفس الكبير المستنير، نفس الغبي
بيمد لك بالخمرة ايده وتشربي

سامعة الكلام من أوله وبتختشي
سألت عليكي العافية وانتي تطنشي
استاند باي، سمعت خطاب المنتشي
والمسخرة طلعت منابرك واعجبي

نفس الكبير المستنير، نفس الغبي
بيمد لك بالخمرة ايده وتشربي

طلع الكلام من بقه والظاهر نطق
بس الأكادة كلامه بالريحة انطلق
زكّم أنوف ودماغي حسّت بالزهق
وف وشك آجي أبص ألاقي بتهربي

نفس الكبير المستنير، نفس الغبي
بيمد لك بالخمرة ايده وتشربي

نهق الحمار بالملحمة إن جاز نقول
صوّر لنا عين الغبا إنجاز عقول
بتغيب دماغه في الغلق ويحش فول
ونفرته يغرق لها وش الصبي

نفس الكبير المستنير، نفس الغبي
بيمد لك بالخمرة ايده وتشربي

سمّاكي بقرة سمّيت أنا ست الصبايا
بيهمه لبنك ويهمني حسّك معايا
من كد ايدي وهبت لك لقمة عشايا
وحلفت بالأيمان لأعيد مذهبي

نفس الكبير المستنير، نفس الغبي
بيمد لك بالخمرة ايده وتشربي

خفة عقول الخاطبين وشم القفا
خفة بطون السامعين فيها الشفا
وانا وانتي شيطانّا ليه بنومه اكتفى
ليه سكوتك وانتي قادرة تغضبي

نفس الكبير المستنير، نفس الغبي
بيمد لك بالخمرة ايده، ماتغضبي

سليق عليكي الصالحين والأنبيا
والنشالين والنصابين والأغبيا
والمدّاحين متمسحين بالأوليا
أطلب من الخلخال يشرف مركبي

أنا الأمير المستجير، أنا الأبي
بامد لك بالحب ايدي، قربي

أسباب السعادة

منذ أن بدأت مداركي في النضوج ولعدة أعوام تالية ترسخ في ذهني أن إقبالي على الحياة ومرحي الملفت لإنتباه كل من يعرفني والمبالغ فيه أحيانا منبعه الأساسي حالتي الإجتماعية وظروفي التي أتاحت لي التعرف على الكثير من البشر منذ أعوامي الأولى بكثافة لم تتح لأقراني، القدرة على التعايش اذن هي سر السعادة، ولكن مهلا، فهناك من أتيحت لهم نفس ظروفي وقدر لي التعرف عليهم فيما بعد وقد جعلتهم تلك الظروف أميل إلى إزدراء الحياة والعزوف عن الإقبال عليها والتمتع بها، لعلها عوامل وراثية هي التي قادتني لمثل هذا التكوين النفسي، البحث في شخصية وتاريخ والدي محاولة عبثية، فقد أحار هذا الرجل العشرات من معارفه ولم أجد بينهم من يحاول حتى مجرد الإشارة من قريب إلى ملامح محددة لشخصيته، لعله جدي اذن، لقد توفي وأنا في العاشرة ولا زلت أذكره جيدا، نستطيع القول بأن هذا الرجل البشوش المقبل على مباهج الحياة قد امتلك قدرة عجيبة على اللامبالاة الغير مصطنعة، لقد تراكمت الديون حوله وبيعت أرضه ليتحول من مالك إلى مستأجر ويترك مسئولية أولاده في يد أكبرهم عندما بلغ السابعة عشر، لعلي لا أعتقد في نفسي مثل هذه الأخلاق الوضيعة بالرغم من تشابه شخصيتينا في وجوه عدة، دعنا اذن من العوامل الوراثية فقد رفض عقلي تصديقها عموما عند الحديث عن الحالات النفسية، أحيانا أتصور أن بحثي عن أسباب الجوانب الإيجابية في شخصيتي قد يقودنى إلى الحذر بشأنها مما قد يعرضتي لفقد تلك الأسباب "أأكون كالقطة التي أكلت أولادها حرصا عليهم؟", ولكني أعود وأفكر: هل من الممكن أن تكون حالتي الإقتصادية هي السبب؟ دعك من هذا السخف فالأحري بحالة يائسة مثل حالتي تلك أن تبعث على الأسى والإكتئاب بل وربما الإنتحار أيضا، ولم لا يكون ذكائي الفطري – هكذا أدعي لنفسي – هو السبب في توفيقي في التجنب لأسباب التعاسة ومسببات الحزن، انها محاولة نرجسية غبية فهناك من هم أذكى مني وقد قادتهم تعاستهم إلى مصائر قلما تصادف العديد من الأغبياء، أظن أني اذا قمت الآن بالتوجه إلى طبيب نفسي حاملا هواجسي وتساؤلاتي تلك فقد أقابل بالسب بل وربما الضرب أيضا من شخص اعتاد الناس أن يأتوا اليه بمشاكل مبعثها مشاعر الأسى والحزن والإعراض عن الحياة وليس العكس، بل أن مجرد استطرادي الآن في نقل تلك الهواجس إليكم هو نوع من الإثارة السلبية الغير موفقة, ولعلها تنعكس علي فيما بعد لتصبح كالسهم الذي يطلقه صاحبه عموديا ليصيبه عند رجوعه، قد أكون مضجرا أو مبددا للوقت والنشاط العقلي، ولكني بالتأكيد فخور بأني لا أحمل أسبابا لسعادتي