Saturday, May 07, 2005

أيام لن تعوض

بالرغم من تأكيد الجميع على ضرورة التعامل بجدية وواقعية خلال الشهور الأخيرة للدراسة الجامعية وبالرغم من تعودي الجنوح نحو الجدية في الأعمال التي قمت بأدائها خلال فترة الدراسة، إلا أن الصدف ساقت لي خلال شهوري الجامعية الأخيرة شكلا من التوحد شبه الكامل مع زملاء الدراسة وإغراقا متكاملا في علاقاتنا ساقنا للهروب من الجدية والواقعية وتجلياتها المفزعة، لم يكن منا من يعتقد في مدى قدرتنا على التلاحم الإنساني بهذا الشكل الذي كان سببا في اصطدامنا بواقع الإفتراق بعد تخرجنا.
لم يكن ثمة جديد في أسباب تجمعنا منذ دخولنا الجامعة حتى وصلنا لتلك الشهور الأخيرة، نفس جلسات العمل المكثف قبيل تسليم المشاريع، السهر المتواصل أيام الإمتحانات النظرية، جلسات المقاهي بشبرا والزيتون والمطرية وبولاق، ربما كانت إقامتنا الشبه دائمة هي ما استجد وفتح مجالا لاندماج إنساني جعلنا أشبه بكتلة مرح بشرية تحمل كثافة السعادة المطلقة.
نكاد نجزم كلنا باستحالة الحصول على أيام مماثلة في يوم ما، وربما اجتمعنا على هذا الرأي منذ بدأنا في التفرق بعدها، وها نحن الآن أصبحنا سجناء لذكريات مضغوطة في عدة أشهر، فلا يكاد أحدنا يرى آخر أو يحادثه هاتفيا إلا وتبدأ تلك الذكريات في فرض نفسها على الحديث بما تسوقه من ضحكات لا يوقفها إلا أصوات الأنفاس المتلاحقة ومسحات المناديل تحت العيون.
ربما أكون قد حصلت بعدها على صحبة لا يجود الزمن بمثلها إلا نادرا، وربما تساق لي أيام يتقاطر المرح في جنباتها، ولكن تظل هناك أياما يعبث من يفكر في الحصول على مثلها وصحبة تجعل الحديث عن تكرارها ضربا من الخيال.


3 Comments:

At 6:56 pm, Blogger Omar Mostafa said...

إنه هاجسي المفضّل!!

 
At 5:30 pm, Blogger Aladdin said...

معاك حق يا عمر!

 
At 12:06 am, Blogger Nour said...

مش عارفة ليه دايما الكلام في الموضوع ده بيمس قلبي قوي و بحس اني شوية و هعيط
"
ولكن تظل هناك أياما يعبث من يفكر في الحصول على مثلها وصحبة تجعل الحديث عن تكرارها ضربا من الخيال.
"
...كلام حقيقي قوي

 

Post a Comment

<< Home