Friday, April 01, 2005

قلب المدينة أخضر العتبات

تذكرت مبتسما قول فؤاد حداد: "قلب المدينة اخضر العتبات" وانا أعبر الممر أسفل جراج العتبة متجها نحو الميدان الذي بدا لي قلبا معتلا، مصابا بخلل في قدرته على القيام بوظائفه الحيوية، يبدو جليا احتياجه "لتسليك" شرايينه وأوردته مما علق بها.
عند باب المسرح القومي نظرت إلى ساعتي لأكتشف وصولي مبكرا عن ميعادي بعشرين دقيقة، لعلي أستطيع الآن التجول قليلا في الميدان وملحقاته قبيل حضور رفقتي لمشاهدة العرض المسرحي، قبل أن أعبر الرصيف زكمت أنفي رائحة نتنة جعلت عينّي تستدير باحثة عن مصدرها وما لبثت أن رأيت الآثار العديدة للبول الطازج –عذرا لعدم تناسق التعبير- على جدران المسرح القومي والتي جعلت منه قوميا بالفعل.
على أرصفة العتبة تجد ملحقا تجاريا لسفارة جمهورية الصين الشعبية كفيلا بإقناعك بانهيار الصناعات الصغيرة في مصر وكفيلا بإقناعي بصحة موقفي عندما تركت تخصص التصميم الصناعي وإيماني به وتحولت للإخراج المعماري.
كانت المفارقة المدهشة هي البضائع مصرية الصنع، المئات من اسطوانات الكومبيوتر المعبئة بالأفلام الجنسية والمتراصة على حوامل خشبية يقف أمام كل منها عدد من الشباب، منهم من اهتم بالمشاهدة فقط ومنهم من أخذ يبحث عن فيلم ما ليشتريه مقارنا بين أغلفة الإسطوانات.
وقفت لأتأمل تلك الأغلفة بدافع من حب الإستطلاع فهالني ما رأيت، صور جنسية على رصيف العتبة، ياللهول، ما إن بدأت أقرأ أسماء الأفلام إلا وظهر على شفتيّ ابتسامة عريضة لطرافة تلك الأسماء: "إنّي عاهرة"، "الراكب"، "زوجة للإيجار"......إلخ
كان أهم ما فكرت فيه بخصوص ذلك النوع الجديد من التجارة هو فكرة القائمين عليها –ولعله كان شخصا واحدا- بخصوص مشروعية تجارتهم تلك، فأغلب الظن أنهم فكروا في مطاردة الشرطة لهم ومصادرة بضائعهم بصرف النظر عن نوعها مما جعلهم يتجهون لتنويع المنتجات لتحمل ما خف وزنه وثقل ثمنه وزاد الإقبال عليه "وأهو كده كده كله ممنوع"
ها هو مرض آخر ينتقل من قلوب شباب المدينة إلى قلب المدينة ليزيده علة على علاته.
وما زلت أفكر:
ألم يحن الوقت بعد لنتخلص من أمراضنا؟؟؟

1 Comments:

At 11:24 pm, Blogger Milad said...

This comment has been removed by a blog administrator.

 

Post a Comment

<< Home