Thursday, May 18, 2006

ميرامار

نفس الكبير المستنير، نفس الغبي
بيمد لك بالخمرة ايده وتشربي
سامعة الكلام من أوله وبتختشي
سألت عليكي العافية وانتي تطنشي
استاند باي، سمعت خطاب المنتشي
والمسخرة طلعت منابرك واعجبي
نفس الكبير المستنير، نفس الغبي
بيمد لك بالخمرة ايده وتشربي
طلع الكلام من بقه والظاهر نطق
بس الأكادة كلامه بالريحة انطلق
زكّم أنوف ودماغي حسّت بالزهق
وف وشك آجي أبص ألاقي بتهربي
نفس الكبير المستنير، نفس الغبي
بيمد لك بالخمرة ايده وتشربي
نهق الحمار بالملحمة إن جاز نقول
صوّر لنا عين الغبا إنجاز عقول
بتغيب دماغه في الغلق ويحش فول
ونفرته يغرق لها وش الصبي
نفس الكبير المستنير، نفس الغبي
بيمد لك بالخمرة ايده وتشربي
سمّاكي بقرة سمّيت أنا ست الصبايا
بيهمه لبنك ويهمني حسّك معايا
من كد ايدي وهبت لك لقمة عشايا
وحلفت بالأيمان لأعيد مذهبي
نفس الكبير المستنير، نفس الغبي
بيمد لك بالخمرة ايده وتشربي
خفة عقول الخاطبين وشم القفا
خفة بطون السامعين فيها الشفا
وانا وانتي شيطانّا ليه بنومه اكتفى
ليه سكوتك وانتي قادرة تغضبي
نفس الكبير المستنير، نفس الغبي
بيمد لك بالخمرة ايده، ماتغضبي
سايق عليكي الصالحين والأنبيا
والنشالين والنصابين والأغبيا
والمدّاحين متمسحين بالأوليا
أطلب من الخلخال يشرف مركبي
أنا الأمير المستجير، أنا الأبي
بامد لك بالحب ايدي، قربي

Wednesday, November 30, 2005

انت بتاع ربنا؟

من غير ما أرجع وأقول وأزيد في حالة الدعاة الجدد وأوهام التدين اللي رسخوها في عقول نفر غير قليل من البني آدمين اللي عايشن معانا
وبرضه من غير ما أبعت اتهامات جاهزة للمتوهمين بالتدين"من الإسلام والمسيحية" والناس اللي قافلة على نفسها قوقعة التدين بإدعاء التقرب من الله
-مع إني عاوز أعمل كده-

لكن الأهم في الموضوع المطروح هنا هم أول كلمتين
العلاقة بالله
كتير قوي بنسمع كلام زي:
ده راجل بتاع ربنا
ده حامل لكتاب الله
انت بس صلي وانت يبقى فيه عمار بينك وبين ربنا
دايما باتصور إن الواحد كل ما بيقرب من ربنا -أو بيحس بكده- بيلاقي إن لسه فيه قدامه كتير ممكن يعمله عشان القرب ده يزيد وعلى الناحية التانية بتلاقي ناس متصورة إن السكة للإيمان فركة كعب

ونيجي للنقطة التانية
اللي بيتعبني هنا إن أي جدل بيدور حول العبادات والغرض من أدائها بتلاقي ناس كتير بتوجه ليك أسئلة من نوعية
هو انت بتأدي الفروض كلها؟
طب إعمل الفروض وبعدين السنن وبعد كده إبقى اتكلم
انت هاتجادل في الدين
"وكأن الدين كله محصور في حركات غير واعية تؤدى بروتينية مسيطرة"

وعن جهل بمعاني الآيات نسينا الغرض من العبادات
"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"
"يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون"
"وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"
"و ما آتيتم من زكاة "تريدون وجه الله

Tuesday, September 06, 2005

عن فن العامة

دائما ما يلح التساؤل حول مدى اهتمام رجل الشارع العادي بالفنون التشكيلية، فما الذي يمكن أن يشد انتباه ربة بيت أو عامل أو موظف حكومي إلى عمل فني ما، ويستتبع هذا التساؤل تساؤلا آخر حول مدى ارتباط الفنانين بجمهور العامة، ولعل محاولة الإجابة عن هذا التساؤل تعبر بالعادة عن انعزال الفنانين التدريجي عن ما يهم العامة وانشغالهم بقضاياهم الفنية بصرف النظر عن مدى شعبية ما يصلون اليه من منجزات في مجالات التعبير الفني.

كانت تلك التساؤلات هي الدفعة الأساسية لظهور ما يسمى بالـ(pop art) إختصارا لمصطلح (popular art) وهو ما تم تعريفه بفن العامة أو الفن الشعبي، فما أن انتهت الحرب العالمية الأولى بما عاصر تلك الفترة من تقدم تكنولوجي وتحول في أنماط حياة الشعوب حتى ظهرت مع تلك التحولات مجالات أكثر اتساعاً لاحتواء اتجاهات جديدة للفن التشكيلي، وقد عكست حركة فن العامة في أول ظهورها تنامي وسائل الدعاية والإعلان مع ظهور التصوير الفوتوغرافي كوسيط وما أحدثه من حالة إرباك للفن التشكيلي.



كان مجال الإعلان هو المجال الأكثر اتصالا بفن العامة فمع تنامي دوره صار من الطبيعي أن يتم البحث عن وسائل أكثر جذبا للدعاية للمنتجات، فظهر التعبير فنيا عن إعلان لمشروب غازي أو مطعم أو سيارة أو نوعا ما من السجائر، وكان من الضروري أن يؤكد فناني ومصممي الإعلانات على العوامل الجاذبة كالألوان الساخنة الصريحة واستخدام اللون الأسود لتحديد الأشكال وعناصر الصورة وصور الفتيات كما استتبع ذلك استخداما مميز الشكل للكتابات والخطوط.


ذهب فنانو العامة إلى التعبير المثير عن كافة أشكال الخراب والقتل والرياضة والجنس محاولين تشكيل عالما فنيا يجمع كل تلك المتناقضات التي يمر عليها الإنسان في حياته اليومية(1)، وكان محركهم الأساسي لهذا الإتجاه هو وضع ذلك العالم أمام المتلقي لعله يعثر على ما به من مساويء ويحاول انتقادها ويتجه لإصلاحها، وقد ذهب بعضهم إلى الإكثار من استخدام أجزاء الصور الفوتوغرافية لتكوين لوحات كاملة كبداية لما عرف بفن الكولاج مما اعتبره البعض موقفا حياديا باردا لما يحدث من تغيرات جذرية.

ومن صفات فن العامة التعبيرية الوضوح المغالى فيه والذي بدا مناسبا لرسالة هذا الفن ومجالاته، فعند التعبير الدعائي أو إعادة صياغة أعمال فنية شهيرة بروح تناسب العصر الحديث أو تكرار صورة وتغيير ألوانها أو النقد المباشر الحاد لحياة الإنسان المعاصر صار لزاما على الفنانين التعبير بوضوح مطلق عن أفكارهم، ولم يقتصر دور فنان العامة على رصد البيئة التكنولوجية والآلية والصناعية المحيطة به ونقلها إلى لوحته بل قام بالعديد من محاولات التحوير والتطوير, تلك المحاولات التى أضافت الكثير للبيئة فى إطار إضفاء مسحة إنسانية على تلك البيئة التكنولوجية الباردة(2)، بهدف تجميل الحياة اليومية للبشر، والاستجابة لاحتياجات الإنسان المتزايدة وإشباعها، وبالتالى تجاوزت هذه المحاولات إطار اللوحة إلى الشارع والمدينة، ومحطة المواصلات والأنفاق والطائرات والسيارات، وربما لم يفكر أحد في أن تكون تلك الإتجاهات مادة للفن التشكيلي في القرن العشرين.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أعد هذا المقال للنشر في مكان آخر


Wednesday, July 27, 2005

عن مفهوم الحرية


تسلطت عليّ إشكاليات عدة كانت مرتبطة بصورة أو بأخرى بمفهوم الحرية، ولعل أكثرها تجددا هي تلك المتعلقة بمعنى الحرية ومفهومها لدى النخبة من أصحاب الفكر بمختلف إتجاهاتهم، فالواقع أن هناك فرقاً بين الحرية كعقيدة إجتماعية ، تؤدي إلى نظم وحقوق وواجبات، وبين الحرية (كمنهج فردي) يقوم على أسس فلسفية..
تتمثل الحرية كعقيدة إجتماعية في حرية الناس في إختيارهم لنوع الحياة التي يحبونها متنافية تماما مع الديكتاتورية والتسلط وبالضرورة عن أحادية الفكر والإنصراف عن التعدد واختلاف الرأي، وارتبط مفهوم الحرية كمنهج فردي -الأقدم عهدا- بالنخبة من أهل المعرفة والثقافة الذين وجدوا في أنفسهم القدرة العقلية على الإكتشاف والإبتكار والنقد بلا قيد وقادهم ذلك بالضرورة إلى الكفاح من أجل نشر أفكارهم ومعتقداتهم..
يكشف لنا التأخر في ظهور مفهوم الحرية كعقيدة إجتماعية وتطبيقها فكريا وسياسيا عن اختلاط مفاهيم الحرية لدى النخبة المثقفة على مر العصور برغم اختلاف الأيديولوجيات والمعتقدات، فالفلاسفة الذين وضعوا كل شيء موضع المناقشة الحرة ظهروا قبل حق الانتخاب بقرون..
ولعل ما يظهر لنا من تأكيد بعض أصحاب الفكر على حقهم في عرض فكرهم واتخاذهم موقف المدافع عن تلك الأفكار حتى تصل للعامة يبدو موقفا شاذا إذ وضعنا في الإعتبار اتخاذهم وضع الدفاع عن استبداد وديكتاتورية تظهر جلية لكل ذي عقل سليم، وربما صار التعايش والمداهنة هي الصفات الأقرب لمواقف العديد من أفراد النخبة المثقفة التي اتخذونها بعد أن باتت تناقضاتهم واضحة للعيان..
كيف يثورون لحرية الرأي في نفس الوقت الذين يؤيدون فيه نظام يستبد برأيه ويصادر الحريات جميعا؟
كيف تزعجهم إلى هذا الحد مصادرة رأي كاتب واحد ولا تزعجهم مصادرة الدستور وآراء الناس جميعا؟

Monday, July 18, 2005

حمدا لله على السلامة يا مصطفى


لم أصدق عينيّ عندما رأيته، فبالرغم من صدور الحكم ببراءته منذ أكثر من ثلاث سنوات إلا أن إطلاق سراح بعض المعتقلين السياسيين في مثل الإضطراب الذي نمر به حاليا لا يجد لدي تفسيرا معقولا من التفاسير المتاحة وإن كان أحدهم انتحال النظام التجمل لإكتساب بعض الشعبية.

شعرت عندما احتضنته بتحول إيجابي في بنيته الجسدية كرد فعل طبيعي لأكثر من أربع سنوات في المعتقل، يالله، لا يزال باشاً كعادته، لم تبارحه "تهتهته" التي اشتهر بها منذ طفولته وإن صارت خفيضة الصوت إلى حد بعيد، وجدته قد بدا سعيدا بالرغم من الآثار التي تركتها أعوام السجن على وجهه، ربما كانت سعادته تلك مبعثها الإحساس الجديد بالحرية، أخاف عليه عندما تروح السكرة وتجيء الفكرة، عندما يحس بما فقده خلال نصف سنوات عقده الثالث التي ضاعت تحت وطأة ظلم أعمى لا يقيم للحياة وزنا.

لا أستطيع القول بأننا كنا أصدقاء فقد كان يكبرني بأربع سنوات على ما أذكر، كانت الجيرة ولقاءات المسجد والحوارات العابرة المشتركة في شارعنا ولم يكن بيننا غيرها، اختلفنا أكثر من مرة عند الخوض في أمور دينية كانت عنده ليست ذات قابلية للنقاش بينما لاحت بخصوصها بشائر ليبرالية في وجهة نظري، وعلى الرغم من ذلك كان من المستحيل أن أتخيل جنوحه نحو العنف، لعله اندمج غافلا بين بعض المتاجرين بالدين ولكن كانت دماثته حاجزا بيني وبين تصديق ما أتهم به من انتماء لجماعات الإرهاب الأصولية، قد أختلف معه كثيرا فيما يتعلق بنظرتينا للدين ولكني لا أملك إلا أن أقر له بقوة إيمان جعلته يستمر حيا فيما كان غيره لينتهي آدميا وجعلتني أقول له من قلب فرح: حمدا لله على السلامة يا مصطفى.

Monday, June 20, 2005

عبارات

صار لزاما علىّ أن أترك مقر عملي يوميا في راحة الغداء، فقد بدأت حمّى الدروس الدينية في الظهور على مسرح الأحداث بمكتبنا العزيز
عبثا أحاول إقناعهم بموقفي المفضِّل للصلاة منفردا، ولكن اندفاعهم لمحاولة إقناعي بحضور دروسهم الساذجة تلك قد يفقدني صوابي يوما ما

*****************

"خرج أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف يريد الإسكندرية في سفينة، فاحتاج إلى رجل يجذف به، فسخّر رجلا من القبط، فكلم في ذلك فقال: إنما هم بمنزلة العبيد عندنا إن احتجنا إليهم"
(المقريزي)

*****************

كان علينا مهاتفته عبر آلاف الأميال لإخباره بوفاة والده
ربما أصبح علىّ مراجعة نفسي لآلاف المرات قبل معاودة التفكير في الرحيل

*****************

راح تموت بطريقة ودية
لو تعيش بطريقة ودية

لأول مرة أحس بسخف فيما قرأت لفؤاد حداد

*****************

ما زلت بإمكاني التنكيت:

في إجتماع عظيم للوزراء مع السيد الرئيس قرر فخامته أن يقوم بسؤالهم عن آرائهم فيه وفي سابقيه:
- إيه رأيكم في جمال عبد الناصر
-- كان رئيس عظيم يا فندم بس ماكانش رصين مع القوى الخارجية
- طب والسادات
-- كان رئيس عظيم يا فندم بس ماكانش رصين مع قوى الشعب
- طب وأنا
-- سيادتك الرصين طبعا يا فندم
- وانتو مع مين
-- إحنا مع الرصين

Wednesday, May 18, 2005

أن تفخرَ بمصريتك

ساقتني الظروف للمرة الثانية خلال عدة أشهر للعمل مع صحبة عابرة للقارات، وياللسعادة، فقد أصبحت شابا عالمي المشارب - هكذا تمتمت لنفسي – فها هي الخبرات القادمة في جعبة اللوس أنجلوسيين تستعد لأتلقفها مرة ثانية بين راحتيّ.


لم تتح المرة الأولى لنا التقارب على المستوى الإنساني أو حتى حديثا يحمل نوعا ما من الخروج عن ضغط العمل، إلا أن هذه المرة كانت من الثراء الإنساني بمكان بحيث تدافعت الصدمات الحضارية حتى كدت أترنح تحت وطأتها الهائلة.


عند أول حديث جانبي استطعت أن أفهم أن رفيقيّ لن يذهبا بعيدا عن تصوري للإطار الطبيعي للأمريكي العادي، فمفهومهما عن الجغرافيا لا يتعد اهتمامهما بمدى بعد المحيط الباسيفيكي عن محلي سكنيهما، أما عن التاريخ فيكفي مرورهما بأثر يتعدى عمره عشرين ضعفا لعمر بلدهم حتى يصيبهما ذلك بلوثة تظهر جليا على قسمات وجهيهما، وربما أصبح تصورهما القاصر عن ثقافة بلاد تبعد آلاف الأميال هو الحافز لي على الإستفاضة في الحديث عن جوانب أراها خفية عن تفكيرهما وتقديم وجهة نظر مصري شعوبيّ النزعة وسط خضم من الأحاديث المتناثرة حول وطن ينتسب قصرا لشعوب لا تجمع بينه وبينها سوى اللغة المستخدمة في الكتابة.


استطعت إقناعهما بقضاء راحة منتصف النهار في أحد المقاهي بوسط المدينة، وبعد مقدمة من التعارف على "الشيشة" وأجواء المقاهي المصرية ومشروباتها بدأت في فاصل من الحديث الحماسي عن الشأن العظيم للثقافة المصرية حديثها وقديمها إلى أن بدأ صنبور المتسولين في مقاطعتي بغزارة كادت تجعلني أنفجر غاضبا في وجه آخر المتسولين ظهورا على مسرح الأحداث، قمت مستعجلا بدفع ثمن مشروباتنا وخرجت لأفاجيء بأحدهما وقد وضع قدمه على صندوق أحد ملمعي الأحذية المنتشرين على الرصيف، انتظرت ريثما ينتهي من تلميع حذاؤه ليثقب أذنيّ صوتا قائلا: تن باوند، اتجهت له صائحا: مين ياخويا..تن إيه؟، سألني خافضا صوته: هو انت معاهم، رددت: أمال مع الأسف، ومن مداولة لأخرى كان الجنيه العظيم في انتظاره بآخر الخط.


اكتشفت لاحقا أن جلوسنا بالمقهى كان أكثر رحمة من السير بشوارع القاهرة في منتصف النهار، يا الله، لقد كانت حقا فرصة عبقرية لتجربة عملية للتعرف على الشخصية المصرية، فلم يجد قائدو السيارات والمارة فرصة إلا واستغلوها لتعكير صفو ضيفيّ الكريمين، ويالكرم الضيافة!، فبعد السير لمسافة ثلاثمائة متر لم أجد أفضل من وضعهما في أقرب سيارة والعودة للعمل بأسرع ما يمكن لتفاجئني أسئلة من نوعية: ما السبب في ارتفاع أصوات آلات التنبيه عند توقف السيارات في تقاطعات الطرق؟، ما الفكرة في سباب الصبية والشباب للأجانب؟، كيف يمكن لرجال الشرطة رفع أصواتهم الغاضبة في وجوه سائقي السيارات والمارة؟، لكني لم أجد ردا أكثر تناسبا من ضحكة بلهاء مصاحبة لهز الأكتاف.


لم يدر بخاطريهما أن إخلاف الوعود والنسيان عادة متأصلة في الوجدان المصري، فقد جهزا نفسيهما للرحيل عن موقع العمل عند ميعاد وصول السيارة التي وعدني رئيسي بإرسالها لتقلنا، وبعد انتظار طال أكثر من ساعة ونصف الساعة اضطررت أن أقف في طريق "القاهرة – الإسكندرية" الصحراوي لأشير بعلامة "الأوتوستوب" للشاحنات في الواحدة والنصف صباحا إلى أن وصلت النجدة عن طريق الصدفة متمثلة في شكل أحد زملاء العمل من أصحاب السيارات.


كانت سهرتنا الأخيرة قبيل سفرهما في الفندق الفخم محل إقامتهما، ولعل الجلوس في مقهى فاخر بفناء الفندق لم يكن أفضل حالا من الجلوس في مقهى شعبي بوسط المدينة، فقد تعجبا من الفتيات المصريات وما يرتدينه من ثياب يظهر منها أن وظيفتها الرئيسية هي محاولة تقييد حركتهن بشتى الوسائل، ولعلي قد اخترت الوقت الأسوأ للحديث عن الإلتزام الديني للشعب المصري وسط بحر من زجاجات الجعة المتدافعة لأجواف المحيطين بنا.


لعلي كنت من الإرتياح بمكان عند قيامي بوداعهما في آخر الزيارة متمنيا لهما العودة يوما ما للقيام برحلة أفضل إيمانا مني بقدرة الله على فعل المعجزات.