عن فن العامة
دائما ما يلح التساؤل حول مدى اهتمام رجل الشارع العادي بالفنون التشكيلية، فما الذي يمكن أن يشد انتباه ربة بيت أو عامل أو موظف حكومي إلى عمل فني ما، ويستتبع هذا التساؤل تساؤلا آخر حول مدى ارتباط الفنانين بجمهور العامة، ولعل محاولة الإجابة عن هذا التساؤل تعبر بالعادة عن انعزال الفنانين التدريجي عن ما يهم العامة وانشغالهم بقضاياهم الفنية بصرف النظر عن مدى شعبية ما يصلون اليه من منجزات في مجالات التعبير الفني.
كانت تلك التساؤلات هي الدفعة الأساسية لظهور ما يسمى بالـ(pop art) إختصارا لمصطلح (popular art) وهو ما تم تعريفه بفن العامة أو الفن الشعبي، فما أن انتهت الحرب العالمية الأولى بما عاصر تلك الفترة من تقدم تكنولوجي وتحول في أنماط حياة الشعوب حتى ظهرت مع تلك التحولات مجالات أكثر اتساعاً لاحتواء اتجاهات جديدة للفن التشكيلي، وقد عكست حركة فن العامة في أول ظهورها تنامي وسائل الدعاية والإعلان مع ظهور التصوير الفوتوغرافي كوسيط وما أحدثه من حالة إرباك للفن التشكيلي.
كان مجال الإعلان هو المجال الأكثر اتصالا بفن العامة فمع تنامي دوره صار من الطبيعي أن يتم البحث عن وسائل أكثر جذبا للدعاية للمنتجات، فظهر التعبير فنيا عن إعلان لمشروب غازي أو مطعم أو سيارة أو نوعا ما من السجائر، وكان من الضروري أن يؤكد فناني ومصممي الإعلانات على العوامل الجاذبة كالألوان الساخنة الصريحة واستخدام اللون الأسود لتحديد الأشكال وعناصر الصورة وصور الفتيات كما استتبع ذلك استخداما مميز الشكل للكتابات والخطوط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعد هذا المقال للنشر في مكان آخر