Sunday, February 20, 2005

قلب الوطن بيبوح، بيقول لي لأ، تقدر

حوادث حصلت لي على مدار الشهر اللي فات تقريبا، بس أظن اني حاسس دلوقتي انها حصلت لي في يوم واحد بعد ما فجّرت صراعات جوايا كانت شاغلة بالي لدرجة لما فقت مرة واحدة حسيت اني صحيت من نومة أهل الكهف، وعشان كده هاسردها كأنها حصلت في يوم واحد
صحيت من النوم على صوت المنبه الساعة ستة ونص الصبح، ماخدتش وقتي طبعا عشان نمت متأخر بسبب محاولة فاشلة للترفيه عن نفسي على القهوة بالليل، طفيت المنبه وقلت لنفسي، مش قادر أقوم
جرس الباب ما ادانيش فرصة أرجع للنومالولية بتاعة اللبن جايبة الكيسين الحلوين اللي بتجيبهم يوم ويوم، خدت اللبن منها واديتها حسابها، الولية دي بتيجي من القليوبية كل يوم في البرد ده وتوصل هنا الساعة 6 الصبح؟ إزاي بتقدر؟
لبست ونزلت واتمشيت لمحطة المترو، دخلت وسط الزحمة الرهيبة وبعد محطتين تلاتة حسيت اني مش قادر أتنفس وخلاص هاتخنق، مش قادر
لمحت جنبي راجل باين عليه معدي الستين وعمّال ينهج من قلة النفس، شايل في ايده شوال نايلون فيه عدة ومسطرين باين منه، تقريبا الراجل نقّاش أو بنّا، في السن ده؟ إزاي بيقدر؟
بعد معاناة مع ركوب الميكروباص بعد المترو وصلت الشغل وأنا بالعن وأسب، مع ان مرتبي كويس بس إزاي هاقدر أتجوز وافتح بيت في وسط الأسعار والغلا والحالة الخرا دي، أكيد مش هاقدر
شوية ودخل عم صلاح وعلى وشه ابتسامته بتاعة الصبح وفي ايده فنجان القهوة، مرتبة أقل من نص مرتبي، بينحت ويموت نفسه ليل ونهار عشان يقدر يعلم ولاده كويس، إزاي بيقدر؟
طب وبعدين، البلد حالها منيّل، إزاي الواحد هايقدر يبقى صاحب شغل ويحقق أحلامه في وسط جو فاسد زي اللي في بلدنا المحروسة، مين ده اللي يقدر
قطع المهراجا "صاحب الشغل" حبل أفكاري وهو بيسألني عن أحوال الشغل، من 30 سنة كان زي حالاتي، مهندس وبس، ودلوقتي عنده مكتب من أكبر المكاتب الإستشارية ومواصل نجاحه في نفس الجو، إزاي بيقدر؟
مش قادر أتحمل روتين مشوار الشغل، هاروح النهارده بالأتوبيس بدل المترو ومش مهم ربع ساعة زيادة، برضه الشوارع زحمة، اللهم طولك يا روح، زحمة جوه وبره ودخان وخنقة وفسا، مش قادر
التفاتة لكلام داير بين الكمساري وواحد من الركاب اللي بيسلوا نفسهم، عم الكمساري بيقول انه بقى له 18 سنة قاعد على الكرسي ده في نفس الخط ده، اللي غايظني انه بيقولها بابتسامة، إزاي بيقدر؟

0 Comments:

Post a Comment

<< Home